يناشد فيكم ضمائركم .. أحد جرحى ثورة فبرائر الشبابية تقطعت به السبل في الهند وهو يتابع استكمال علاجه
يمنات – صنعاء
“يمنات” ينشر مناشدة الجريح هيثم المعافر، احد جرحى ثورة فبرائر الشبابية، بعد ان تقطعت به السبل في الهند، و اصبح مشردا، في وضع نفسي سيء، و هو يتابع استكمال اجراءات علاجه.
هيثم المعافر .. سفرته الحكومة إلى الهند لاستكمال علاجه ، غير أن اندلاع الحرب أدت إلى توقف منحته المالية، و من يومها و هو يعاني.
نص المناشدة
أنا الجريح هيثم المعافر , احد جرحى الثورة, تعرضت لإصابات عده في جسدي, كان أكبرها تحطم عظام ساقي اليمنى.
و وفقا للتقارير الطبية تم إرسالي إلى دولة الهند, وهناك تم إجراء أكثر من عملية لإعادة قدمي لحالتها السابقة, و كان من ضمن العلاج وضع مسامير حديدية في قدمي, بعدها عدت إلى ارض الوطن الحبيب, و لكن لم تتم معالجتي بشكل كامل مما أدى إلى تردي تطور حالتي الصحية.
و وفقا للتقارير الطبية تم إرسالي إلى المملكة الأردنية الهاشمية, و ذلك كان بتوجيه من القائمين على صندوق الجرحى, و قضيت فيها بضعه أشهر, بعدها اقتضى الأمر أن يتم نقلي إلى دولة الهند مرة أخرى, لكن هذه المرة لم تكن كسابقتها , لأنه بداية الأمر كانت الأمور تسير على ما يرام, و لكن مع بداية الحرب في اليمن توقفت منحتي المالية و العلاجية.
توقفت منحتي منذ الشهر الأول لعاصفة الحزم, و كنت على أمل أن تنفرج ويعود الحال إلى ما كان عليه, و لكن خابت توقعاتي فقد ازداد الأمر سوء , توقف عني كل ما كنت ارجوه ممن بعثوني إلى هذا البلد الذي لا يعرف أحدا لغته , شعب لا يعرف إلا المال.
من هنا بدأت معاناتي , فأنا هنا منذ يقارب السنة ولم أتلقى أي دعم أو مساعده وخاصة ممن علقت عليهم أمال كثيرة. أصبحت مشردا بلا مأوى ولا مسكن, مشردا كما باقي المشردين الذين لا يجدون من يمد لهم طلب يد العون, إلا أن الفرق بيننا هو أني أجنبي في بلاد لا اعرف لغتها ولا استطيع حتى على كسب لقمة العيش بسبب إعاقتي السفلية ولا طلب المساعدة من أي شخص لان كل شخص مشغولا بنفسه.
كم حاولت أن أرسل معاناتي إلى القائمين على صندوق الجرحى ولكن للأسف لم أجد أذانا صاغية لما أقول, لا اعرف هل أصابها صما أم بها بكم. أصبحت رفيق الشوارع والأرصفة, بسبب تراكم الديون على عاتقي, والتي لم استطع على سدادها وأصبحت كلاب الشوارع خير رفيق لي, جالسا بالقرب منها, شاكيا همي وحزني إلى الله.
تعرضت لمشاكل كثيرة ومعاناة لا أستطيع أن اسطرها في سطور, زاد الضغط النفسي والاكتئاب, وزاد الجرح والالتهاب, لم أستطيع إكمال العلاج الذي جئت من اجله, ولم أجد حتى ما يسد رمقي من الأكل فقد زادت الديون عليا كثيرا حتى أنه لم يبقى أحدا ممن اعرفهم إلا وقد أخذت منه سلفة، و مما زاد الطين بلة أن بعضهم طالبني بالديون التي علي مما كان يزيد من حالتي سوء، وصلت بعض الأحيان حد الجنون والتفكير بالانتحار عدة مرات, فهو خير علاج من هذه الدنيا التي لا يرحم فيها أحدا, لكن ارجع إلى نفسي وأشكو همي إلى الله لعله يجعل لي فرجا ومخرجا.
أقدم بين أيديكم معاناتي وما صارت إليه حالتي راجيا أن تشعروا وتقدروا ما صرت إليه.
أطلب منكم حلا عادلا لمشكلتي , حتى أتمكن من استكمال علاجي , وتسديد ديوني المتراكمة على عاتقي , واستكمال إجراءات الفيزا التي انتهت , والإقامة التي كسرت ولم استطيع تجديدها , فقانونهم شديد والقائمين على القانون أشد.
أرجو شاكرا أن تنظروا لي بعين الإنسانية , وان تعجلوا بما طلبت منكم حتى أعود إلى وطني وأهلي , واكف نفسي الذل والهوان, فليس لي بعد الله إلا انتم , حيث أني أمر بظروف بائسة ووضع نفسي صعب وظروف معيشية متأزمة.
و ها أنا اليوم ادفع ثمن تضحياتي من شبابي الذي تسرقه أوجاع جراحاتي. و هنا لا املك ما أقوله الى ان اناشد كل من يحمل ضمير حي ويحمل في قلبه ولو ذرة من قيم الانسانية ان يوصل هذي الرسالة الى المسئولين على ملف الجرحى والى رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء كي ينقذونا مما نحن فيه.
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم وكيل
لكم خالص تحياتي واحترامي
الجريح/ هيثم المعافر